للخيول قصة عريقة وشيقة فقد كانت في الماضي متوحشة تعيش في البراري والسهول وكان الناس في العصور القديمة يصطادونها لأكل لحومها والاستفادة من جلودها إلى أن استأنسها الإنسان بعد الترويض…
وعندما خير الله عز وجل آدم عليه السلام من وحوش الأرض لركوبها وحمل متاعه عليها إختار الخيل.
وفي الحديث :”فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال له: اختر من خلقي ما شئت؟ فاختار الفرس”.
خلق الخيل
وينقل أنها خلقت عربية, وقد وجدت أول ما وجدت في الجزيره العربية, فهي عربية, أصلاً ونسبا وموطناً .
فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي صحيح: ” لما أراد الله ان يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب أني خالق منك خلقاً ، فجاعله عزاً لأوليائي ، ومذله على أعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له خلقتك عربياً وجعلت الخير معقودا بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني، تسبحن إذا سبحوا وتهللن إذا هللوا وتكبرن إذا كبروا”.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما من تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه إلا تجيبه بمثلها”.
من أول من استأنس الخيل
وترجع الروايات بداية استئناسها إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام الذي قيل أنه كان أول من اعتنى بها وروضها وجعلها مستأنسة وسخرها الله له فكان أول من ركبها
وكان نبي الله داود عليه السلام محباً للخيل شغوفاً بها، فجمع منها ألف فرس ورثها …عنه سليمان، فقال فيها : ما ورثني داود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل، وقيل إن سيدنا سليمان بن داود جلس يستعرض خيوله يوماً حتى شغلته عن صلاة العصر، ولم يبق منها سوى مئة فرس، فأدرك فوات الصلاة، فغضب وقام لصلاته ثم عاد لاستعراض المئة الباقية قائلاً : هذه المئة أحب إليَّ من التسعمئة التي فتنتني عن ذكر ربي.
الحصان العربي
هو من أقدم سلالات الخيول الخفيفة في العالم، وتنسب الى العرب، لشدة اعتنائهم ومحافظتهم على نسلها وخصائصها المميزة. وكانت للحصان العربي منزلة كبرى لدى الانسان العربي في الجاهلية والاسلام، فهو رفيقه في جميع الأحوال، يطارد به ويكر ويفر عليه.
من مظاهر اعتزاز العربي بالخيل أنه أعطاها أسماء وأنسابا، فسجل للخيل مشجرات ملئت بأنسابها حتى لا تشوب أصالتها شائبة ويبقى دمها نقياً. وبلغ به الحرص أن منع ذكور الخيل العربي الأصيلة من النزو على الأفراس مجهولة النسب حتى لا تكون هناك سلالة رديئة.
الحصان العربي من أجود الخيول وأسرعها وأكثرها تحملا المشاق ، وقد تم تهجينه في أوروبا وبكثرة ويمتاز الحصان العربي بالجمال الفائق الذي يميزه عن بقية الخيول في العالم
أصل الحصان العربي
ذكر ابن الكلبي في كتابه أنساب الخيل أن أصل الخيول العربية من الحصان العربي (زاد الراكب)، وتزعم الأساطير أنه من بقية جياد نبي الله سليمان عليه السلام والتي كانت تسابق الرياح ويقطع بها شرق الأرض وغربها وأن فحول العرب من نسله، ومنها:
- الهجيسي وأعوج الذي كان لا يدانى في السرعة،
- وجلوي أم الجواد داحس
- وجذيمة التي ظلت تعدو من شروق الشمس حتى مغيبها الى أن سقطت ميتة في مضارب صاحبها بعد أن أنقذته،
- ومن سلالتها جلال التي ذبحها حاتم الطائي لأضيافه،
- وعوج التي تخلصت من قيدها، وظلت تعدو أربعة أيام متتاليات حتى عثرت على صاحبها،
- ومنها داحس والغبراء اللتان تسببتا في الحرب المعروفة باسمهما بين قبيلتي عبس وذبيان مدة بلغت 40 سنة.
جماليات الحصان العربي: ومن الصفات الجميلة في الحصان العربي انه يمتاز بوجه صغير جميل وعينين واسعتين واذنين صغيرتين وتقعر خفيف في الوجه مما يضفي عليه نوعا من الجمال الوحشي في بعض الأحيان وكذلك يتميز الحصان العربي بكبر حجم الصدر الذي ان دلّ علي شيء فانما يدل ّعلى كبر حجم رئة الحصان العربي والتي تؤهله للقيام بالأعمال الشاقة وتفرده في سباقات الخيل للمسافات الطويلة
ويتميز أيضا الحصان العربي بوجود تقعر خفيف في منطقة الظهر والتي تعتبر من محاسن الحصان العربي. وتتميز أرجل الحصان العربي بالقوة والمتانة وهي التي تؤهله للقيام باعمال شاقة سواء في الحرب أو السباق
- شكل الجسم .. يرجع شكل الحصان في مظهره إلى هيكله العظمي والعضلات التي تحيط به ، ويعتبر الحصان العربي من أبدع السلالات في مظهرها الخارجي نظراً للتجانس الجلي بين أجزاء جسم الحصان المختلفة ، كما يتفاوت وزن الحصان وارتفاعه اعتمادا على سلالته ، فيتراوح ارتفاع الحصان من النوع الخفيف بين 150 إلى 170 سنتيمتراً ، في حين أن الحصان الانكليزي من النوع الثقيل قد يصل ارتفاعه أحيانا إلى أكثر من 180 سنتيمتراً ، وتتفاوت ألوان الخيول كذلك اعتمادا على سلالتها وعلى أبويها إذ أن صفة لون الجسم تورث عن طريق الجينات الوراثية المحمولة على الكروموسومات ، إن بعض الألوان تكون سائدة كالرمادي والبعض الآخر يكون متنحياً في توريثه ، فعلى سبيل المثال لو تزاوج حصان رمادي نقي مع فرس بني اللون سيكون المهر رمادياً .
وقد ذكر الدكتور كامل الدقيس في الصفات الجسمية للحصان العربي فقال : وهذه الخيل العراب هي أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها الخيل النجدية وتمتاز :
- برأسها الصغير .
- عنقها المقوس .
- حوافرها الصلبة الصغيرة .
- شعرها الناعم .
- صدرها المتسع .
- قوائمها الدقيقة الجميلة .
- قوية جدا وتلوح على وجهها علامات الجد .
- سريعة .
وقد ذكر الأنباري أفضل الجياد مركباً وأكرمها وأشرفها هي :
1 – قصير الثلاث .. العسيب والظهر والرسغ .
2 – طويل الثلاث .. الأذن والخد والعنق .
3 – رحب الثلاث .. الجوف والمنخر واللبب .
4 – عريض الثلاث .. الجبهة والصدر والكفل .
5 – صافي الثلاث .. اللون واللسان والعين .
6 – أسود الثلاث .. الحدقة والجحفلة والحافر .
7 – غليظ الثلاث .. الفخذ والوظيف والرسغ .
تعليقات
إرسال تعليق